دعا بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان إلى "الصلاة من أجل حصول الإنتخابات الرئاسية في موعدها، مع ما يحمل القيمين على إجراء هذا الإستحقاق من مسؤولية تاريخية حفاظا على الموقع الأول للمسيحيين في الشرق برمته، إذ إن رئيس لبنان هو الرئيس المسيحي الوحيد في العالم العربي"، معتبرا أن "عدم حصول الإنتخابات الرئاسية في موعدها رسالة واضحة إلى مسيحيي الشرق بأن شريكهم المسلم يريد تفريغ الشرق منهم"، داعيا أيضا إلى حض "الهيئة العامة لمجلس النواب كي تقر قانونا جديدا للانتخابات النيابية، لا يهمش السريان، مذكرا ومنوها بأن "السريان هم من المكونات الأساسية لهذا الوطن".
كلام يونان جاء في الرسالة السنوية التي يوجهها لمناسبة عيد القيامة، حيث استنكر "استهداف المناطق الآمنة والمواطنين الأبرياء العزل في سوريا"، مناشدا "الضمير العالم، كي يبذل الجهود الحثيثة لاطلاق جميع المخطوفين، وبخاصة مطرانا حلب للسريان الأرثوذكس يوحنا ابراهيم وللروم الأرثوذكس بولس اليازجي، والكهنة الثلاثة: ميشال كيال، واسحق (ماهر) محفوض، وباولو دالوليو".
وتوجه إلى أبناء الكنيسة في سوريا قائلا: "إن الكنيسة تصلي لتحل القيامة في هذا البلد، ولتنتصر لغة الحوار والسلام على لغة المدفع والحرب"، مجددا "دعوة الكنيسة الدائمة الى احلال السلام والأمان على أساس الحرية والعدالة وكرامة الإنسان، من دون انحيازٍ سياسي أو طائفي".
وأكد أن "الديمقراطية تأبى إقصاء جهة، مهما كان عدد أفرادها قليلا، إنما الديمقراطية الحقة تعلم احترام الغير، وإن اختلف في الرأي والدين أو المذهب، وتسعى إلى نشر السلام والطمأنينة والإحترام بين المواطنين".
وتوجه إلى "العراق الغالي" متمنيا "أن تحصل الإنتخابات النيابية المقبلة في جو هادئ وديمقراطي حضاري يثبت أسس الدولة"، حاضا المواطنين على "توحيد جهودهم في سبيل زرع بذور السلام الدائم في هذا البلد".
وإلى أبناء الكنيسة في الأراضي المقدسة، صلى يونان لتكون "زيارة الحج التي سيقوم بها قداسة البابا فرنسيس في أواخر شهر أيار سبب بركة وخير وسلام على الديار المقدسة والشرق بأسره".
كما توجه إلى أبناء الكنيسة في مصر، مصليا "كي تعيد الإنتخابات الرئاسية المقبلة الأمان والسلام لهذه البلاد الحبيبة ولفئات مواطنيها، مهما اختلفت انتماءاتهم وتوجهاتهم". وختم متوجها بالمعايدة إلى "كل أبنائه وبناته في بلاد الشرق وعالم الإنتشار في أوروبا وأميركا وأوستراليا".
وجدد يونان الرجاء والإيمان بأن "قيامة الرب يسوع من بين الأموات انتصار للمحبة على الموت، والنعمة على الخطيئة، والحياة على الفناء، وتجدد الرجاء بقيامة الإنسان والمجتمعات والأوطان نحو حياة أفضل"، موضحا أن "قيامة الرب هي فعل إيمانٍ بامتياز، وهي عربون رجاء البشرية في الإنعتاق من ربقة المادة للانطلاق في عالم الروح". وشدد على أن "القيامة لا بد آتية يوما لا محالة، رغم ما يعانيه المسيحيون المشرقيون منذ فجر الإيمان بالمسيح".